د/ جمال مختار: مستعدون لنقل تجربتنا في “الاستزراع السمكي” للشباب لتعمير الصحراء… ونطالب بهيئة “موحدة” لتوفير مستلزمات الانتاج
خالد مبارك: المشروع يجسد التنمية المستدامة ونأمل تعميمه بمشروعات للدولة في استصلاح الصحراء
أحمد ياسين
ظهر قطاع الاستزراع المائي في الصحراء خلال العقدين الآخرين إلى حد كبير نتيجة لاستخدام المياه جوفية بصورة منتجة كأحد الحلول الناجعة “خارج الصندوق” لغزو الصحراء حيث تتم الاستفادة من مياه تربية الأسماك المخصبة للتربة للحصول على عدة عوائد متوازية في منظومة اقتصادية متكاملة مع مراعاة البعد البيئي والترشيد.
ويعد نظام “الكرام” المتكامل للانتاج الزراعى والاستزراع السمكى ن الذي يقع بمركز بدر بمحافظة البحيرة هو أول مشروع يضع اللبنة الأولى لهذا التوجه وهو الاستزراعى السمكي باستخدام المياه الجوفية قبل استخدامها في ري الأراضي الصحراوية ليكون إنتاج الأسماك قيمة اقتصادية مضافة لاستخدام المياه قبل استخدام المياه لأغراض الري وهو ما مكن المشروع الذي بدأ تنفيذه عام 1996 من الحصول على اعتراف دولي في مارس 2003عندما اختاره المجلس العالمي للمياه “wwc” “ضمن مائة مشروع رائد في مجال الاستغلال الأمثل للمياه على مستوى العالم.
كان هذا هو محور فعاليات الندوة التي نظمها المرصد المصري للتقنيات البيئة تحت عنوان” استثمار التكنولوجيا الخضراء في الإنتاج الأنظف والتنمية المستدامة “بمشاركة الخبراء في مجال الزراعة والثروة السمكية، حيث تم عرض تجربة” الكرام “كونه أهم المشروعات التنموية والتنمية المستدامة في مصر القائم على الزراعة النظيفة، والاستدامة المتكاملة.
وعن المشروع يقول الدكتور الدكتور جمال مختار الخبير الاقتصادي رئيس مجلس إدارة والعضو المنتدب لشركة الكرام العالمية خلال الندوة إن استصلاح الأراضي الصحراوية الجديدة باستخدام مياه تربية الأسماك يحسن خواص التربة ويقلل من استخدام الكيماويات فالأسماك تستخدم المياه ولا تستهلكها، فضل عن أن كمية مياه لفدان واحد أحواض استزراع سمكي تكفي لري 130 فدانا من الأراضي الزراعية، منوها بأن نظم الزراعة المروية التي لا تتضمن الاستزراع السمكي ضمن أنشطتها تؤدي لإهدار المياه.
وأوضح الدكتور جمال أن الهدف الرئيسي لنظام “الكرام” المتكامل الذي تأسس منذ أكثر من 23 عاما يقوم على استصلاح الأراضي الجديدة وزراعتها على مياه الصرف من أحواض الاستزراع السمكي بدلا من زراعة الأسماك على مياه الصرف بأنواعها حيث يتم استخراج المياه من الآبار الجوفية وضخها في الأحواض الخرسانية المخصصة لتربية الأسماك” بلطي وقراميط “وفي حالة صرفها وتغييرها تروى بها الأراضي المستصلحة حيث إنها مخصبة ومحملة بأسمدة تتمثل في المواد العضوية الناتجة عن مخرجات الأسماك التي تربي على مياه جوفية نظيفة خالية من أية ملوثات كميائية أو ميكروبية.
وأكد الدكتور جمال أن أنشطة المشروع ليس لها إيه آثار سلبية على الزراعة في الأراضي الصحراوية منوها بأن الاستزراع السمكي لا يقوم على الفرضيات ولكن على دراسات جدوى صحيحة حتى يحصل القائم عليها على عائد ونحن في” الكرام “على أتم استعداد لنقل تجربتنا وخبرتنا إلى الشباب الراغب في إقامة مشاريع مماثلة تساهم في توفير الأمن الغذائي لبلدنا فمن مميزات مشروعنا المتكامل هو أن مخرجات كل مرحلة هي مدخلات أمنة للمرحلة التالية، فمياه تربية الاسمالك المحملة بالمواد العضوية المغذية للتربة يعاد استخدامها في ري الأراضي لإنتاج برسيم تستخدم بدورها كغذاء للأغنام والمواشي لإنتاج ثروة حيوانية ثم تستخدم مخلفات المواشي لإنتاج سماد عضوي معقم عبر وحدة بيوجاز التي تنتج بدورها طاقة أمنه تستخدم في تدفئة الأحواض السمكية.
وأضاف: إن هناك الكثير من المشروعات التي تدر عائدا اقتصاديا ولكن عندما يكون مشروع هو الأنظف للبيئة والأكثر عائدا كان لا بد من التفكير خارج الصندوق، والتوجه نحو الاستزراع السمكي في الصحراء خاصة وأن الدولة اتجاه الدول هو التوسع في الرقعة الزراعية من خلال مشروع المليون ونصف فدان، لذا نأمل في دعم الدولة لمثل هذه المشاريع التي تستهدف توفير منتج غذائي آمن وصحي وفي نفس الوقت استصلاح الأراضي من خلال توفير مقومات نجاح المشروع سواء بتوفير مقومات الإنتاج من ذريعة ومغذيات للأسماك للقضاء على المضاربات في أسعار أي مدخلات في عملية تربية الأسماك من خلال إنشاء هيئة للشراء موحدة والإمداد تختص بتوفير كافة مستلزمات لأصحاب المشاريع لضمان نجاحها واستمرارها بما يسهم في سد الفجوة الغذائية وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
وأوضح الدكتور عبد الحكيم مختار المدير التنفيذي لشركة الكرام العالمية أن مصر لديها الإمكانية لتصبح رائدة في مجال الاستزراع السمكي في الصحراء حيث تتضمن نقاط القوة، موارد الأراضي والمياه الجوفية والأسواق المحلية الكبيرة والقرب من أسواق التصدير وكذلك البنية التحتية الجيدة.
ونوه الدكتور عبد الحكيم بأن العائد القومي لهذا المشروع أنه يحدث حركة شديدة في سوق العمالة الفرعية المتخصصة في الإنشاءات وحفر الآبار وتجهيز الشبكات والمباني والأحواض وتربية الأسماك وتسويقها وتربية المواشي وتسويقها والعمالة الزراعية وكذلك زيادة رقعة الأرضي الزراعية وترشيد استهلاك المياه الجوفية حفاظا على حق الأجيال القادمة في هذه المياه والحفاظ على صحة الإنسان المصري وذلك بإنتاج أغذية أساسية لا تعتمد كليا على الكيماويات وخالية من الملوثات والحفاظ على البيئة نظيفة تماما وبعد سد الفجوة بالإضافة إلى فتح مجالات للتصدير.
وفي سياق متصل قال الدكتور أحمد حجازي أستاذ العلوم البيئية بجامعة القاهرة إن مشروع” الكرام “النموذجي يجب الاستفادة منه في مشروع المليون ونصف فدان وهو نموذج متكامل حيث يستهدف استصلاح الأرضي مع توفير منتج غذائي سواء سمكي أو حيواني وإذا قامت الدولة بتبني مثل هذه المشروعات ستساهم في حل العديد من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية وتوفير الآلاف من فرص العمل.
من جانبه كشف الدكتور صلاح حجاج، خبير إنشاء المزارع السمكية، أن إنشاء مزارع الأسماك التكاملية بالصحراء تزيد إنتاج الأسماك، وتحقق أعلى استفادة من المياه، وتقلل استخدام الأسمدة في زراعة النباتات ولها شروط بنائية خاصة، منوها بأن الزراعة التكاملية تعنى الاستفادة من مياه المزارع السمكية في الزراعات النباتية، لزيادة الإنتاج وتقليل نسب استهلاك المياه والتسميد.
وأوضح الدكتور حجاج، أن الاستزراع السمكي على المياه الجوفية يعتمد في الأساس على التغذية الصناعية بأعلاف عالية القيمة الغذائية للأسماك لإنتاج دورتين في العام بمعدل 15-20 كجم/ م3/ في الدورة، مشيرا إلى أن كل طن علف تستهلكه الأسماك في تغذيتها وبعد هضمه يخرج في مياه الحوض 130 كجم نيتروجين صاف يزيد من خصوبة التربة الزراعية.
وأشار الدكتور صلاح إلى أن استخدام مياه أحواض الأسماك في زراعة المحاصيل الزراعية يزيد من خصوبة الأرض ويضاعف الإنتاج الزراعي بنسبة لا تقل عن 30 % لافتا إلى أن تعدد الدورات السمكية يقلل من نفاذية التربة الرملية للمياه وبالتالي خفض من استهلاك المياه لري المزروعات ويخفض تكاليف الأسمدة النيتروجينية.
وبدوره علق الدكتور مصطفى عمارة الأستاذ بمركز البحوث الزراعية، قائلا إن نظام “الكرام” المتكامل للإنتاج الزراعي والاستزراع السمكي نموذج واقعي صالح للتطبيق في كافة الأراضي الصحراوية ولا يترتب عليه أي مخلفات أو ملوثات للبيئة لما يشتمل عليه من دورة اقتصادية مترابطة ومتكاملة وملاءمة المشروع لجميع مستويات الاستثمار بدء بكبار المستثمرين وانتهاء بإمكانات شباب الخريجين وإعادة تدوير المخلفات لكل مرحلة واستخدامها كمدخلات آمنة للمرحلة التالية وتطبيق أحدث الأساليب العلمية العالمية في إدارة المشروعات من حيث إدارة الوقت والتكلفة والجودة والموارد البشرية والمخاطر في جميع مراحل وأطوار العمل بالمشروع.
من جانبه أبدى عضو مجلس النواب الأمين العام المساعد لحزب مستقبل وطن، الطاهر سليم، العجابة بالدورة المتكاملة لهذا المشروع ومساهمته في ترجمة أهداف الدولة تحقيق إنتاج غذاء صحي وآمن لافت أن مثل هذه المشروعات تحتاج للتعميم للمساهمة في تخفيض أسعار السلع الغذائية للمواطنين في ظل الظروف الراهنة للبلاد.
وبدوره قال الأمين العام لجمعية المرصد المصري للتقنيات البيئة خالد مبارك، إن مشروع “الكرام” تجربة ناجحة تخطت عامها ال 23، وهي جديرة بأن يتم تعميهما على المشروعات التنموية التي أعلنت عنها الدولة في مجال لاستصلاحي الزراعي في الصحراء، خاصة وأن المشروع يجسد التنمية المستدامة في مصر لأنه قائم على الزراعة النظيفة، فضلا عن الاستدامة المتكاملة هي إحدى أهم مقوماته.
وقد اصطحب الدكتور جمال مختار رئيس مجلس إدارة والعضو المنتدب لشركة الكرام العالمية وفد المرصد المصري لتكنولوجيا البيئة في جولة تعريفية على مكونات المشروع على واطلاعهم على التوسعات التي تجرى على أرض الواقع خاصة في الأحواض السمكية ومراحل الإنتاج، فيما أهدى الأمين العام للجمعية درعا المرصد لمؤسس المشروع الراحل المهندس مختار على ،عرفانا بجهوده فى إنجاح المشروع وخروجه إلى النور ليواصل مسيرته.
